LOGIC Consulting

June 24, 2024

Thumb

نظرة عامة على تطور المشهد الثقافي والترفيهي في المملكة العربية السعودية

يشهد قطاع الترفيه في المملكة تحولًا كبيرًا على الصعيدين الاجتماعي والثقافي، بالتوازي مع تسارع نمو القطاع وزيادة عدد المواسم والفعاليات. ويعد الترفيه حاجة إنسانية ومتطلباً اجتماعياً، بالإضافة إلى كونه نشاطاً اقتصادياً مهماً ومصدرًا للدخل، ومحركاً رئيسياً للأنشطة الاقتصادية الأخرى. وقد أدركت الشركات السعودية أهمية هذا القطاع، ويتجلى ذلك في المنافسة فيما بينهما لابتكار أشكال جديدة من الترفيه، مما يضمن جذب الجمهور المحلي والدولي وفتح آفاق جديدة. وتركز المملكة في رؤيتها 2030 على الترفيه كرافد اقتصادي غير نفطي، بهدف تحقيق الإصلاح الاقتصادي المنشود وخلق فرص استثمارية مستدامة تدعم الدخل القومي المحلي. كما أطلقت برنامج جودة الحياة الذي هو جزء من برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 ، ويهدف إلى إدراج مدن سعودية على قائمة أفضل المدن للعيش في العالم وتحويل المملكة إلى مقصد سياحي عالمي على مدار السنة. وتعد الهيئة العامة للترفيه إحدى أبرز مبادرات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ، والتي تأسست عام 2016 بهدف تطوير وتنظيم قطاع الترفيه ودعم البنية التحتية. ويتم ذلك من خلال التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وفق استراتيجية معتمدة تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المملكة وإثراء تجربة الأفراد من المواطنين والمقيمين على حد سواء.

تسعى رؤية المملكة 2030 إلى تعزيز وترسيخ الهوية الوطنية من خلال الثقافة، ووصولها إلى مختلف المناطق وشرائح المجتمع، مما يساهم بشكل إيجابي في التأثير على السلوكيات المجتمعية من خلال الأنشطة الثقافية. فمن خلال تطوير قطاع ثقافي نابض بالحياة، يمكن للمملكة إطلاق إمكانياتها الإبداعية وعرض ثقافتها الغنية وتراثها وتقاليدها للعالم الخارجي.
وتماشياً مع هذا الهدف، تأسست وزارة الثقافة في عام 2018 ، لتكون مسؤولة عن المشهد الثقافي في المملكة على الصعيدين المحلي والدولي. وتركز الوزارة على الحفاظ على التراث التاريخي للمملكة وتسعى لبناء مستقبل ثقافي غني تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون. وفي عام 2019 ، أعلنت وزارة الثقافة عن استراتيجيتها التي تُجسّد رسالتها وطموحاتها، وتعكس أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في: الثقافة كنمط حياة، الثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية.
ولتحقيق هذه الأهداف والنهوض بالقطاع الثقافي في المملكة، أنشأت وزارة الثقافة 11 هيئة ثقافية لتتولى كل هيئة مهمة الإشراف على قطاع ثقافي فرعي باستقلالية كاملة لضمان تنفيذ رؤية وتوجهات وزارة الثقافة بشكل فعّال.

تأثير نمو القطاع الثقافي والترفيهي على قطاع السياحة

أصبحت المملكة واحدة من أهم الوجهات السياحية الواعدة والأكثر جذبا للسياح على مستوى العالم. وقد تصدرت قائمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية في نمو عدد السياح الدوليين عام 2023، حيث احتلت المملكة المركز الأول بين دول مجموعة العشرين في نسبة نمو عدد السياح الدوليين محققةً نموًا نسبته 50% في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023م مقارنة بنفس الفترة من عام 2019م. ولقد نجح القطاع في تحقيق هدف رؤية 2030 بالوصول إلى 100 مليون سائح، حيث بلغ عدد السياح من الداخل 77 مليون سائح، ومن الخارج بلغ 27 مليون سائح.

قطاع الترفيه وقطاع السياحة

تستثمر المملكة بشكل كبير في المشاريع الترفيهية لدعم القطاع السياحي وزيادة الناتج المحلي الإجمالي خلال الأعوام القادمة. ومن بين أبرز هذه الاستثمارات مجموعة من المشروعات والفعاليات:

  • العيد الوطني السعودي
  • موسم الرياض
  • موسم جدة
  • موسم العلا
  • مشروع اللقدية
  • مدينة الملك سلمان

الاقتصاد الإبداعي

جاءت الثقافة لتكون بمثابة محركًا اقتصاديًّا، وباتت العلاقة بين الثقافة والاقتصاد أحد سمات العصر الحديث. فظهر “الاقتصاد الإبداعي” كأحد النماذج الاقتصادية الجديدة، وهو يضم الأنشطة الاقتصادية التي تجمع بين الموهبة والإبداع والتكنولوجيا والثقافة، وتحولها إلى سلع وخدمات تساهم في زيادة معدلات النمو الاقتصادي. يشير قياس البُعد الاقتصادي للثقافة في المملكة لعام 2022 إلى النموّ في المجالات المختلفة للقطاع الثقافي مقارنةً بعام 2021 ، حيث تشير أبرز مؤشرات الاقتصاد الثقافي -من حيث اتجاهات النموّ- إلى بلوغ عدد العاملين في المِهن الثقافية 181,709 موظفين وموظفات. فيما كانت المِهن الأكثر اشتغالًا هي مهنتيّ: « معدّ القهوة » و « الطاهي » .
وشكَّل عدد المشتغلين في القطاعات الثقافية  %1.25 من إجماليّ المشتغلين في المملكة، فيما شكَّلت المِهن الثقافية غير المباشرة نسبة 1.7 % من
سوق العمل السعودي، أيّ 242,003 مشتغلًا ومشتغلة. كما شهد عام 2022 تجاوز عدد السعوديات المشتغلات في القطاعات الثقافية أعداد نظرائهن من المشتغلين السعوديين في المِهن الثقافية. مرورًا بالفعاليات الثقافية المحلية البارزة التي بلغ عددها 2897 فعالية ثقافية، تنوَّعت ما بين الضخمة والكبرى والمتوسطة والصغرى، بجانب تحقيق الرقم القياسي في موسوعة  « غينيس » للأرقام القياسية العالمية، من خلال اعتماد سلَّة « الورد الطائفي » ضمن فعاليات مهرجان « طائف الورد » لعام 2022 ، كأكبر سلَّة ورد في العالم. فيما تضاعفت السياحة الثقافية المحلية من 2019 إلى 2022 بنسبة نموّ بلغت 109 % إثر التعافي من جائحة « كوفيد- 19 ». وتسعى وزارة الثقافة إلى تعزيز إسهام القطاع الثقافي اقتصادياً ليصل إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030 . وتعمل على خلق مشهد ثقافي نشط وجاذب للجمهور، وتوفير بنية تحتية خاصة بالقطاعات الثقافية ومنظومة تمكين للمبدعين. وظهر ذلك في تقرير الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية 2022 بعنوان “الاستثمار في القطاع الثقافي”.

كما تعمل المملكة على إنشاء المدن الترفيهية وتطوير الجزر والوجهات السياحية بما يتناسب مع السائحين الأجانب. وتشمل هذه الجهود العديد من المبادرات لتطوير الجزر السياحية القديمة مثل جزر فرسان، بالإضافة إلى تطوير العديد من الشواطئ الساحلية. وتحت مسمّى عاصمة الترفيه، تم تدشين مشروع القدية عام 2018؛ لتحويلها إلى مركز عالمي للترفيه والرياضة والثقافة.
وتشكل الزيارات الترفيهية نسبة كبيرة من الزيارات في المملكة، حيث شهد هذا النوع من الزيارات نموًا سريعاً منذ عام 2019 ، بزيادة تقارب 119 %. وتبلغ نسبة الزيارات الترفيهية من إجمالي الزيارات نحو 38 %، مما يبرز أهمية هذا النوع من الزيارات في استراتيجية السياحة.

قطاع الثقافة وقطاع السياحة

تسعى المملكة إلى تعزيز السياحة الثقافية كجزء من رؤية 2030، ومن بين أبرز هذه الجهود مجموعة من المشاريع والفعاليات مثل:

  • موسم الدرعية
  • معرض الرياض الدولي للكتاب
  • مهرجان سوق عكاظ
  • مهرجان جدة التاريخية
  • منتدى الأفلام السعودي

أصبحت المملكة العربية السعودية وجهة سياحية عالمية بارزة بفضل تنفيذها لمبادرات شاملة في مجالات الآثار والثقافة والتعليم والفنون. ووفقاً للتقرير السنوي لعام 2022 ، شهدت السياحة الثقافية في المملكة نموًا غير مسبوق. وشملت الجهود المبذولة في السياحة الثقافية والتراثية العديد من المجالات، بما في ذلك المهرجانات السنوية مثل سوق عكاظ ومهرجان جدة التاريخية. وتم تطوير منتجات سياحية ثقافية وتراثية في أكثر من 25 وجهة، تتنوع بين الأسواق التاريخية والقرى التراثية والطرق التاريخية والأسواق الشعبية والفلكلور الشعبي والصناعات التقليدية والمأكولات الشعبية.
ومن المتوقع أن تسهم المشاريع التراثية الجديدة في دعم السياحة الثقافية في المملكة، وذلك ضمن  مبادرات رؤية 2030.
وتشمل هذه المشاريع المحافظة على مواقع التراث العمراني، تنمية القرى التراثية، إنشاء وتجهيز المتاحف، تنمية الحرف اليدوية، التوعية بالتراث الوطني، وتوفير التمويل لمشروعات التراث.

  1. ارتفع عدد المواقع المسجلة في السجل الوطني للآثار إلى 8597 موقعاً حتى نهاية عام 2022.

  2.  تضاعف عدد مواقع التراث العمراني المسجلة، لتصل إلى 2793 موقعاً حتى نهاية عام 2022.

  3. مشاريع التنقيب والمسح الأثرية وصلت إلى 53 مشروعاً في عام 2021.

  4. مواقع الجذب الطبيعية، شملت 111 متحفًا، منها 49 متحفًا ثقافيًّا تراثيًّا، و 32 متحفًا تاريخيًّا، و 25 متحفًا علميًّا، و4 متاحف تعليمية، ومتحف عن المعالم العسكرية.

  5. توسع آخر في العناية بالمتاحف مع صدور الأمر السامي عام 2014 ، ويجري تنفيذه حاليًّا ضمن المبادرات المهمة لرؤية السعودية 2030 بأكثر من 5 مليارات ريال، ويتضمن إنشاء 18 متحفًا في مناطق المملكة.

  6. مشروع “بوابة الدرعية” أحد الإضافات المؤثرة في مستهدفات رؤية المملكة 2030 ، ومنذ تدشينه في 2019 م، يجري تأهيله وتطويره لجذب 25 مليون زائر سنويًّا، وليصبح أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم.

Want To Read More?

You can download it and read it any time you want